معركة تل السلطان
10 شوال 571هـ مفكرة الاسلام: مر بنا من قبل في معركة «قرون حمأة» من أحداث شهر رمضان، أن سيف الدين غازي أمير الموصل قد حرض ابن عمه الصالح إسماعيل وأمراء حلب معه على نقض العهد مع صلاح الدين الأيوبي وأمدهم بعساكر كثيرة، فلما وقعت عليهم الهزيمة، وانفرط الحال وقوي أمر الناصر صلاح الدين، واضطر الحلبيون إلى مصالحة الناصر صلاح الدين على أن يكون له بجانب دمشق حمص وحمأة والمعرة وكفر طاب وماردين، على أن يكف الناصر عن محاولات ضم حلب لجبهة الشام المتحدة.
عندما علم سيف الدين غازي أمير الموصل بهذا الصلح أرسل إلى أمراء حلب يلومهم على شروط هذا الصلح، وحرضهم على نقض العهود، ووعدهم بإمدادات عسكرية للوقوف ضد الناصر صلاح الدين، وشرط لهم بأنه سيكون على رأس الجيش الذي يأتي لنصرتهم ضد الناصر صلاح الدين، وكان الذي دفع سيف الدين غازي لهذا العدوان، انصراف معظم جيوش الناصر صلاح الدين إلى مصر ودمشق.
وصلت أخبار نقض العهود إلى صلاح الدين فأرسل إلى جيوشه المصرية والدمشقية، وسار إلى حلب بطائفة قليلة من جنوده، لم تبلغ الستة آلاف، في حين جيش التحالف الموصلي الحلبي يجاوز العشرين ألفًا، ولكن يغلب على هذا الجيش اللهو والعبث وفعل المحرمات من تعاطي المسكرات واصطحاب القينات، حتى أن معسكر المواصلة يشبه الحانة.
وعند منطقة تل السلطان على بعد مرحلة واحدة من حلب وعلى طريق حمأة وفي يوم 10 شوال سنة 571هـ التقى الجيشان واقتتلوا قتالاً شديدًا، واشترك صلاح الدين وباشر القتال بنفسه حتى أنزل الله عز وجل نصره على الفئة المؤمنة وانهزمت الفئة الباغية الظالمة الطامعة، وقد وجدوا في معسكر سيف الدين غازي من صنوف اللهو وآلات العزف وآنية الخمر ما تحار له العقول، ويُعرف به لماذا انهزم هؤلاء البغاة؟