المباهلة هي دعاء بين فريقين بحلول اللعنة على الكاذب؛ إذا كان في الفريقين صادق! ولكن إن كان الطرفان كاذبيْن، فلا شك أن اللعنة ستحل على كليهما، لأنَّ اللهَ تعالى سيعامل الكاذبين الذين طلبوا حلول اللعنة مجتمعين معاملة متساوية؛ كيلا يدعي أحدهما أن الله تعالى نصره.
أما الذي يعلن المباهلة بعد أن بدأت بوادر العقاب الإلهي تلحق بطرف ما محاولا استغلال الموقف، فهذا سيجلب على نفسه لعنة مضاعفة؛ لأنه يقدم نفسه كأن الله تعالى انتصر له هو، وكأنه يريد أن يحرّف الموقف ويبدّل كلام الله!
هذا الأمر لم تعيه قناة الحكمة السلفية وبعض القنوات المؤازرة لها، التي كانت قد أعلنت قبل بضعة أيام المباهلة على ياسر الحبيب؛ ذلك الشيخ الشيعي المعروف ببذاءته وإساءاته البالغة إلى السيدة عائشة رضي الله عنها والخلفاء والصحابة رضوان الله عليهم أجمعين. أعلنوها بعد أن رأوا أن هذا الشيخ الشيعي قد حوصر ولوحق من قبل الحكومة الكويتية، وأُغلقتْ قناتُه بدعوى أثارة الفتن الطائفية، ولاقى هذا الأمر ارتياحًا من العالم العربي إجمالا، ورأوا أن الرجل عمليا قد انتهى أو بدا أنه في طريقه إلى النهاية.
هنا هبّ هؤلاء ليقدموا أنفسهم كأبطال الإسلام، وانتهزوا الفرصة وركبوا الموجة ليُظهروا أن ما حلّ به وما سيحلّ به إنما هو دليل على صدقهم وصدق فرقتهم ومنهجهم!
والحقيقة أن هذا الموقف الانتهازي يمثل وقاحة وجرأة كبيرة على الله تعالى، وإساءة بالغة في حقه. فلو كانوا يؤمنون بقدرة الله تعالى وأن الله تعالى معهم وناصرهم، لهبّوا للمباهلة قبل هذه الأحداث. ولكنهم أرادوا أن يجيروا الأمر لمصلحتهم متغافلين عن أنهم بذلك سيقعون تحت غضب الله تعالى. ولو دعوا